الرومنسى مشرف الاغانى العربية
Number of posts : 107 Registration date : 2007-06-10
المدير العام المدير العام: (10/10)
| Subject: قصه واقعيه ـ حدثت في قريه سودانيه 6/16/2007, 15:54 | |
| الليل بعتمته وسكونه وهدوءه في هذه البقعة الخلاء يبعث على الخوف والرهبة بعض نسمات الهواء التي تهب من وقت لآخر تحرك الحشائش التي يبست بعد انقضاء الخريف فتصدر خشخشة مفاجئة تبث رعبا شديدا في قلبي اقترب من صديقي الذي يسارع بخطاه محاولا الوصول الي القرية ولكنه في لحظة ما توقف فجأة والتفت نحوي ثم بدأ في ارسال سيل جارف من السباب واللعنات علي القرية وعلى سائق العربة التي اقلتنا من المدينة الي ان صارت على بعد عشرة كيلومترات من القرية ثم توقف بها قائدها فجأة ومن غير سابق انذار ثم اخذ صاحبي يبرطم ببعض التعاويز في محاولة منه لبث الطمأنينة الي قلبي كما قال ولكن كان واضحا انه بحاجة للإطمئنان أكثر مني قلت له لو انك طاوعتني واجلنا الحضور حتي صباح الغد لكان افضل من هذا العناء والرعب فقال لي وما كان يدريني ان صاحب العربة من المخابيل الذين يؤمنون بالخرافات والاساطير هل تصدق انه يخشى من وجود الجن والشياطين فقلت له ان الجن والشياطين ليست خرافات ولا اساطير انها حقيقة ولكن نحن من ينسج حولها الخرافات ونصدقها ، أخذ يلتفت يمنة ويسرة ثم همس لي : أخفض صوتك فأنهم ولا شك يسمعون ما نقول فقلت له متجاهلا طلبه من الذين يسمعون فقال همسا : العفاريييت!!! ضحكت وانا في واقع الأمر يملؤني الرعب حتي كادت قدماي تتوقفان عن المسير ثم قلت له حتى انت؟؟؟ فقال لي ارجو ان لا تسخر مني ، انا مثلك لا اؤمن بهذه الخرافات ولكن ترى ماهو الحال اذا اتضح لنا في هذا الخلاء وفي هذه العتمة والظلام الحالك ان العفاريت حقيقة وليست خرافات واساطير؟؟؟ وبمجرد أن سمعت سؤاله أخذت ركبتاي تصطكان خوفا وهلعا واجبت على التساؤل بصورة عملية هي اني اسرعت الخطى وتجاوزته فلما شعر بمدى خوفي اخذ يسرع هو الآخر محاولا اللحاق بي. أخذت افكر في حالنا . نحن الاثنين معلمين بالمرحلة الابتدائية حديثي التخرج من الجامعة عملنا بهذه القرية كأول موقع عمل نعمل به أكملنا عامنا الأول بكل حماس ثم جاءت العطلة الصيفية التي قضيناها وسط اهالينا بالمدينة ونحن الآن مقبلون على العام الدراسي الثاني وفي نفس القرية، خلال تواجدنا بالقرية العام الماضي لاحظنا مدى بساطة وسذاجة اهل القرية تفكيرهم بسيط امور الحياة عندهم سهلة بلا تعقيد كل ما يقال في جلسات السمر وفي بيوت المناسبات يؤخذ كمسلمات لا جدال فيها اذا قال احدهم انه رأى فيلا يقود دراجة مر خلف المركز الصحي بالقرية رددوا من خلفه سبحان الله ، الله قادر اذا اخبرتهم ان التماسيح تطير من النيل علي بعد مائة كيلو متر وتأتي لخطف الاغنام التي يتركها صاحبها امام الدار ليلا فلن تجد واحدة منها في الطرقات والدروب منذ العصر يدخلونها معهم داخل الدور خوفا من التماسيح الطائرة . كنا نضحك انا وصاحبي وبقية المعلمين من سذاجتهم نقول لهم انه ليس هناك جن وشياطين في طريق المدينة كما يعتقدون فيقولون وما ادراكم انتم بهذه الامور نحن من نسير في هذه الفيافي ونحن من نعرف بالذي فيها وما ليس فيها فنضحك ثم نسكت . ولكننا الآن انا وصاحبي من نحتاج لمن يقول لنا انه لا توجد عفاريت وجن بهذا الطريق سائق العربة النقل الوحيد الذي رضي ان يقلنا توقف بنا حيث توقف وقال ان الظلام قد حل وانه لن يتقدم بنا اكثر من ذلك حاولنا ان نثنيه عن رأيه ولكنه رفض التفاهم ضاعفنا له الأجر عل هذا يكون مقصده من المماطلة ولكنه ترك كل الأجر المتفق عليه بيننا ورجع الي المدينة بعد ان قص علينا بعض القصص المرعبة عن شياطين الوادي زاعما انه سمعها من زملائه السائقين انتظرنا ان يمر من يقلنا ولكن لم يحدث هذا عند منتصف الليل قررنا ان نذهب للقرية سيرا علي الأقدام حمل كل منا حقيبته وتوكلنا على الله وها نحن نسير منذ نصف ساعة انا في المقدمة وزميلي خلفي يغز الخطى محاولا ان يلحق بي لابد اننا اقتربنا من القرية بدأ الخوف يزول من صدري رويدا رويدا قفز الي ذهني سؤال : دائما يستطيع من يزعم انه رأى الشياطين والعفاريت الهرب والنجاة بنفسه ، لماذا يا ترى ؟ هل البشر تجري بسرعة اكبر من هذه المخلوقات المرعبة؟ ام انها لا تكلف نفسها مطاردة مثل هؤلاء البشر الجبناء الرعاديد مولي الادبار؟ أم ان الامر لا يعدو ان يكون مجرد اوهام وتهيؤآت ؟ عند هذا الحد احسست ان الخوف قد زال عني تماما اخذت التفت الى صاحبي لأتبينه وسط هذا الظلام . خطاه مازالت متوترة مما يؤكد ان الرعب ما زال يملأ قلبه طرأت لي فكرة شريرة نفذتها مباشرة وبصورة مفاجئة أخذت اصيح واصرخ بأعلى صوتي ثم قفذت عاليا ثلاث قفذات وانطلقت اجري نحو الامام بكل ما أوتيت من قوة وانا اواصل الصراخ والزعيق وفي أقل من خمس ثواني مر صاحبي بجانبي كانه السهم لم يلتفت نحوي أخذت اجري خلفه واضرب الارض برجلي مصدرا اصوات مدوية ثم اصفق بيدي وانا اواصل الصياح والزعيق حتى اصبحت لا أراه امامي عندها بدأت اضحك حتى وقعت على الارض ضحكت الي ان بدأت معدتي تؤلمني ثم قمت مواصلا السير ، دقائق معدودة لاحت بعدها اضاءة القرية شعلات صغيرة تتلألأ للمبات الجاز او الكيروسين ثم بدأت ملامح القرية تتضح اسرعت الخطى حتى وصلت وجدت جميع من في القرية متحلقين حول صاحبي الذي يقص عليهم بانفاس لاهثة متقطعة ما حدث كيف انه ظهر لنا في عتمة الليل مارد ضخم بعين واحدة وقرنين وكيف انه ظل يجري خلفنا وهو يضرب الارض برجليه فتهتز بقوة وكيف انه - أي زميلي- قد استطاع النجاة باعجوبة بعد ان حاول المارد الامساك به ولكنه امسك بالحقيبة فلما احس صاحبي انها ستعرقل انطلاقته تركها له وهرب هو وتركه خلفه منشغلا بالحقيبة . عند هذا سأله أحد سكان القرية عن من كان معه فقال لهم استاذ فلان ذاكرا اسمي فقالو له واين هو الآن فرد بأنه لا يعلم ولكن يبدو ان المارد قد استطاع الامساك به واكله فضج الحاضرون كل يذكر الله بما جادت به قريحته من اذكار ورقى وتعاويذ عندها قلت له : لا انا بخير والحمد لله فالتفت الجميع نحوي واخذوا يهنئونني علي سلامتي ونجاتي ثم سالوني كيف نجوت من هذه المحنة العصيبة . فكرت ان اضحك واحكي لهم حقيقة ما حدث ولكن نظرة مني نحو صديقي جعلتني أغير رأي فبعد كل هذا الرعب اذا تبين له ولهم انه قد ولى مدبرا تاركا حقيبته على اول شجيرة علقت بها للاشئ فان الضرب سيكون مصيري لا محالة خاصة من صديقي المرعوب المنكوب بفقدان حقيبة ملابسه . قلت لهم ان المارد امسك بي ورفعني عاليا في الهواء حتي لاحت لي اضواء كل القرى القريبة عندها ايقنت اني هالك ، ولكن الله هداني الي ان اردد في وجه المارد عبارة )أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم( عندها تركني المارد وحاول الهروب ولكنه احترق امامي وانا اردد نفس العبارة حتى تحول الي كومة من الرماد. فأخذوا يرددون ما يحفظون من التعاويذ والآيات القرآنية ثم استمر المجلس حتى الصباح. القصه منقوله وهذا للامانه | |
|